تحرص حكومة الشارقة باستمرار على تطبيق كل ما يدعم صناعة واقع أفضل لشريحة الموظفين العاملين بجهات ودوائر وهيئات ومؤسسات حكومة الشارقة. وتسعى إلى تنفيذ أفضل الحلول واتخاذ أنسب القرارات التي تدعم تنمية رأس المال البشري وتحقق له أسباب السعادة التي تشكل البيئة الأساسية للإنجاز والتميز.
ومن أبرز تلك المبادرات ما أعلنته حكومة الشارقة مؤخراً في قرار عودة الموظفين إلى مقار العمل بعد مرحلة العمل عن بعد ، واستثناء فئة الموظفات اللاتي لديهن أبناء ملتحقين بالدراسة من الصف التاسع فما دون ؛ لحين انتهاء العام الدراسي. والسماح لهن بالاستمرارية في العمل عن بعد .
ليأتي هذا القرار محققاً جملة من الفوائد الاجتماعية والإدارية التي يعود أثرها الإيجابي على شريحة الأبناء ، وتحصيلهم التعليمي في ظل الظروف الاستثنائية لهذا العام الدراسي. ويدعم استقرار الأم الموظفة ويرفع مستويات الإنتاجية والعطاء لديها على الصعيدين الأسري والوظيفي.
وحول آثار هذا القرار وإيجابياته، أوضح سعادة الدكتور طارق سلطان بن خادم عضو المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة رئيس دائرة الموارد البشرية أن إمارة الشارقة تعمل بالتوجيهات الحكيمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة حفظه الله ، وتتبنى كافة المبادرات والقرارات الداعمة لكافة أفراد الأسرة في جميع مجالات الحياة ، وتحديداً الأم العاملة والأبناء. وتقيم خططها في التنمية البشرية واضعة المرأة في قائمة أولوياتها، لتعزز تواجدها وتدعمها في تأدية واجباتها في كافة أدوارها في الحياة .
ويأتي قرار استثناء الأمهات الموظفات من العودة إلى مقار العمل ، واستمرارهن في العمل عن بعد تأكيداً على جهود الإمارة في تذليل الحواجز والصعوبات أمام الأم العاملة لتستمر في العطاء والتميز.
وبين أن هذا القرار يمنح الأم الموظفة الاستقرار النفسي الذي يمكنها من متابعة تعليم أبنائها في ظل ظروف الدراسة عن بعد التي أقرتها حكومة الإمارات لضمان استمرار التعليم تزامناً مع الأزمة العالمية لفيروس كورونا كوفيد 19 المستجد. كما يسهم في تحقيق الدعم النفسي للأبناء في ظل تجربة الاختبارات عن بعد التي يخوضونها للمرة الأولى بسبب الظروف الاحترازية الراهنة. كما يساعد هذا القرار الأم الموظفة على أداء مهامها في العمل عبر توظيف التكنولوجيا والوسائل التقنية الحديثة بما يدعم مشاركتها في العمل الحكومي وبالتالي يعزز دورها في التنمية المستدامة.
وأضاف أن توفير الخيارات التي تلائم الظروف الاجتماعية للأم الموظفة يسهم في تمكينها من تحقيق التوازن بين حياتها الأسرية وحياتها المهنية.
وأوضح أن هذا القرار يسهم في رفع معدلات السعادة الوظيفية والرضا، ويشيع روح التشاركية والتفاعلية لدى الموظفين وإداراتهم. كما يدعم شريحة الأمهات الموظفات في تعزيز قدراتهن على تحسين التوزان بين العمل والواجبات العائلية. فضلاً عن النتائج الإيجابية التي انعكست على الأبناء جراء تواجد أمهاتهم في متابعاتهم التعليمية وبخاصة الفئة العمرية من المراحل الدراسية الدنيا التي تتطلب متابعة دائمة.
وأكد أن هذه الخطوة المدروسة أثبتت نجاحها مسبقاً على صعيد الإنجاز الوظيفي خلال فترة تطبيق نظام العمل عن بعد منذ بداية الأزمة. حيث حقق النظام نجاحاً ملموساً ، وأثبت فاعليته وتخطيه لكافة التحديات بمرونة تامة أدت إلى استمرارية الأعمال بذات الكفاءة والجودة . مرجعاً ذلك النجاح إلى العديد من العوامل الهامة وأبرزها البنية الرقمية المتطورة التي تمتلكها إمارة الشارقة ، والتي أكسبتها الجاهزية التامة لاحتواء الأزمة وتطبيق نظام العمل عن بعد بكفاءة عالية. وذلك يضمن تمكين الأم الموظفة من إتمام كافة المهام الموكلة لها في منزلها وفق الضوابط والمعايير المطلوبة.
وأوضح جهود الإمارة السباقة في مساندة المرأة والمحافظة على تواجدها في ساحة العمل الحكومي عبر سن العديد من القوانين والتشريعات التي تدعم تحقيق هذا الهدف. وأبرزها كان تعديل مواد قانون الموارد البشرية لحكومة الشارقة الخاص برفع إجازة الأمومة من 60 إلى 90 يوماً ، وزيادة ساعات الرضاعة.
وأشار د. طارق بن خادم إلى اهتمام دائرة الموارد البشرية بخلق بيئة محفزة تضمن استمرارية الكفاءات النسائية في ميادين العمل الحكومي ، والعطاء بذ ات الجودة والكفاءة. وذلك سعياً لتحقيق رؤى وتوجهات
حكومة الشارقة في الاستثمار الأمثل في الكوادر البشرية بتقديم الدعم اللامحدود لشريحة الموظفين لرفع معدلات سعادتهم وكفاءة أدائهم وإنجازاتهم.
وتطرق إلى المفاهيم الإدارية الحديثة التي تهدف إلى توفير بيئات عمل مريحة ومناسبة للموظفين لتحقق العديد من الأهداف الإيجابية التي تطمح لها كافة الحكومات . بحيث يسهم ذلك في رفع الولاء الوظيفي ، وتنمية الشعور لدى الموظف بالاهتمام باحتياجاته وظروفه مما يؤدي إلى استقراره الوظيفي وبالتالي المحافظة على الكفاءات والخبرات والمهارات ، ورفع مستوى الإنتاجية الوظيفية.
وتابع قائلاً : يعكس هذا القرار ثقل الأسرة وأهميتها في مجتمع إمارة الشارقة، حيث يمنح الإدارة الوالدية الوقت الكافي والفرصة الأكبر لمتابعة الأبناء والإشراف على تحصليهم الدراسي مع ما يشهده هذا العام من استثنائية في الظروف والمستجدات.
وأضاف: ندرك جميعاً حاجة الفئات العمرية الصغيرة إلى حضور الأم وتواجدها في تنفيذ المهام التعليمية الحالية المستجدة. كما يشعر وجودها الأبناء بالطمأنينة والاستقرار والالتزام بالنظام مما يمكنهم من أداء الاختبارات الالكترونية بفاعلية أكبر.
موظفات من حكومة الشارقة : العمل عن بعد في ظل التعليم عن بعد أسهم في دعم العملية التعليمية وحقق الاستقرار النفسي للأم العاملة، ورفع مستوى إنتاجيتها
وفي استطلاع آراء الأمهات من الموظفات من مختلف دوائر ومؤسسات وهيئات حكومة الشارقة ، أوضحت سمية سيف الشامسي، رئيس قسم أندية الأصالة بدائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة ، وهي أم لأربعة أبناء: أن هذه المبادرة لقيت ترحيباً وسعادة لدى شريحة الموظفات الأمهات ، كونها لفتة إنسانية تستحق الإشادة والثناء، ولا سيما نحن في دولة الإمارات وإمارة الشارقة خاصة التي تجعل الأسرة والأبناء من أهم الأولويات الوطنية التي تكرس حكومتنا الرشيدة كل الجهود لأجلها.
وتؤيد سمية وجود الأم الموظفة في البيت مع أبنائها في هذه المرحلة الاستثنائية التي تتطلب منها بذل المزيد من الجهد والعناية تحت ظروف التعليم عن بعد. إذ أن دور الأم يكمن في دعم الأبناء من المراحل الدراسية الدنيا في التعليم والقراءة ولاسيما أن التعليم عن بعد من خلال الإلكترونيات يجعل الأطفال معرضين لعدم التركيز أو قد يستغلوها فرصة للألعاب الإلكترونية.
كما أن وجود الأم في البيت خلال هذه المرحلة له جانب مهم في تعزيز العلاقات الأسرية من خلال تحسين التوازن بين العمل والحياة العائلية، وخاصة فيما يخص طمأنة الأبناء من رعب فيروس كورونا حيث أن الإعلانات التوعوية العديدة، رغم أن لها جوانب إيجابية عديدة؛ إلا أنها من جانب آخر بدأت تثير الرعب لدى الأطفال أكثر من الكبار.
وترى أن غياب الأم عن البيت في هذه المرحلة الحرجة قد يخلف فوضى تنظيمية لدى الأبناء في هذه المرحلة العمرية؛ حيث السهرواللعب بالإلكترونيات والبقاء فترات أطول مع الفئة المساعدة قد يؤثر سلباً على تحصيلهم الدراسي.
وتقول مريم عبد الله شهيل مصمم جرافيك بدائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة وهي أم لثلاثة أبناء: أن قرار العمل عن بعد للموظفات الأمهات حتى نهاية العام الدراسي أسهم في تحقيق جملة من الفوائد الاجتماعية ، منها: الراحة الذهنية للأمهات، وتحسين بيئة العمل، وزيادة إنتاجية الأم الموظفة؛ حيث يتيح لها الكثير من الوقت للجلوس مع أبنائها والعناية بهم ومتابعتهم دراسياً، فضلاً عن أن هذه المرونة تعطي دافعاً من التحفيز للأم لبذل المزيد من الإنتاجية، إذ أن وجودها في البيت مع أبنائها يوفر لها الكثير من الوقت الذي يسهم في تحقيق جودة العمل. وأكدت أن هذه المبادرة تدعم الأم في الاستقرار الأسري والوظيفي. والتركيز في جودة الإنتاجية على صعيد متابعة الأبناء ، والأداء الوظيفي.
وقالت ندى الرئيسي خبير إداري بدائرة الموارد البشرية: إن مراعاة حكومة الشارقة للحاجة الضرورية إلى إشراف الوالدين على الأبناء وخاصة الأم في هذا الوقت الحرج المليء بالكثير من المتغيرات وخاصة على صعيد التعليم في دولة الإمارات، قد انعكس بسعادة على شريحة كبيرة من الأمهات، وفائدة تامة لأبنائنا الطلاب. ولامس هذا القرار الحكيم أعماقنا كأمهات لكونه قراراً إنسانياً يلتفت إلى احتياجات الموظف الاجتماعية واستقرار الأسرة والعمل على التنمية المجتمعية، وهذا ما يحث عليه دائماً والدنا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة حفظه الله ويسعى لتحقيق ذلك بقراراته الأبوية الحانية.
وبينت أن هذا القرار يسهم في دعم استقرار الأبناء في اجتياز حالة التوتر التي تصاحب فترات الاختبارات المدرسية دائماً. كما لا ننسى أن الاختبارات في هذا العام كانت عن بعد وتعد هذه تجربة جديدة على الأبناء، وتستدعي اهتماماً كبيراً منا ليسهل عليهم تجاوزها بنجاح ويسر.
وأعربت حصة محمد الشحي نائب مدير إدارة تقييم الأداء بدائرة الموارد البشرية عن حالة الرضا العام التي انتابت الجميع جراء هذا القرار الحكيم النابع مع الرؤية الأبوية الحانية لوالدنا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة حفظه الله . الذي يضع مصلحة الأبناء على رأس قائمة الأولويات في كافة قراراته وتوجيهاته.
وبينت أن هذا القرار يسهم في توفير الوقت الكافي للأم الموظفة للعناية بأبنائها ومتابعة متطلباتهم الدراسية ، وحضور المجالس التي تنظمها المدارس. حيث يحتم نظام التعليم عن بعد تواجد أحد الوالدين لمتابعة الأبناء ومساعدتهم في العديد من الإجراءات الإلكترونية التي يتطلبها النظام ، وبخاصة الأبناء من المراحل الدراسية التأسيسية. كما يسهم في ضمان استمرارية الأعمال .
وأوضحت فاطمة علي الصابري ـ مدير المكتب التنفيذي لرئيس دائرة شؤون الضواحي والقرى بالشارقة : أنها كأم موظفة حصدت العديد من النتائج جراء هذا القرار الحكيم ، حيث يساعد العمل عن بعد في الفترة الراهنة وحتى انتهاء العام الدراسي الحالي في تواجد الأم لفترة أطول مع الأبناء ومتابعة دراستهم . مما أثمر عن العديد من الإيجابيات أبرزها حصول الأبناء على نتائج دراسية مرتفعة أكثر عن السابق ، والاستغناء عن دروس التقوية ومصاريفها، والاكتفاء بعدد أقل من الفئات المساعدة في المنزل وتوفير المصاريف المترتبة. والتمكن من حضور اجتماعات أولياء أمور الطلبة التي عقدت عن بعد للتعرف على أداء ومستوى الأبناء. حيث تجد الأمهات غالباً صعوبة في حضور هذه الاجتماعات كونها تعقد أثناء أوقات الدوام الرسمي وتتطلب الحضور الشخصي. وفي ذات الوقت أتمكن من أداء كافة المهام والواجبات الوظيفية، وحضور الدورات التدريبية والتطويرية والاجتماعات الخاصة بالعمل. واستغلال الوقت والجهد المبذول في التنقل من وإلى مقر العمل في التركيز على الأبناء.
وأضافت مها الحمادي موظفة استعلام بدائرة شؤون الضواحي والقرى بالشارقة: أن العمل عن حتى نهاية العام الدراسي انعكس إيجابياً على الموظفات الأمهات. حيث أصبح لدينا مرونة أكثر في تنفيذ مهام العمل بالتوازي مع تحقيق الأهداف العلمية للأبناء، ومتابعة دراستهم وشؤونهم. كما يتيح العمل عن بعد في هذه الفترة للأم التمكن من تحمل أكثر من مسؤولية خلال الوقت الواحد ، وتنظيم الوقت بالطريقة التي تناسبها وتناسب أبناءها، هذا الذي أدى إلى تخفيف الضغوطات عليها وبالتالي زيادة إنتاجيتها. وهو أمر صحي وإيجابي أن تتمكن الأم العاملة من تأدية واجب العمل والعائلة في آن واحد.
من جانبها أوضحت عائشة خليفة السويدي ـ معلمة لغة إنجليزية بحضانة الغبيبة بمجلس الشارقة للتعليم ـ أن هذا القرار عزز من مقدرة الأمهات على متابعة تعلم أبنائهن ودراستهم . وبينت أن الفترة الماضية للعمل عن بعد قد أثبتت المقدرة الكاملة للموظفين عموماً وشريحة الموظفات الأمهات خصوصاً على إنجاز مهام العمل المسندة بكفاءة تامة ، رغم كونها حالة جديدة وتجربة لم تختبر مسبقاً على صعيد العمل. وأكدت أن هذه المبادرة مكنت الأمهات من التفرغ بشكل أكبر لمتابعة دراسة الأبناء ، والتواصل الدائم مع المعلمين ؛ مما دعم إنجاح عملية استمرارية التعليم في ظل الأوضاع الراهنة.
وأضافت مريم إبراهيم بوشهاب من هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة: أن قرار العمل عن بعد بالنسبة للأمهات العاملات في الوقت الراهن له جملة من الإيجابيات، حيث يسهم في تحقيق الرفاه الوظيفي، وزيادة إنتاجية الأم الموظفة، وتعزيز العلاقات الأسرية من خلال تحسين التوازن بين العمل والحياة العائلية، وتوفير الأجواء المناسبة لمتابعة الأبناء دراسياً. فضلاً عن كونه مظهراً حضارياً، وضرورة اجتماعية وإنسانية تنسجم مع توجهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة حفظه الله، نحو إعلاء شأن الطفولة والأمومةوتنمية الموارد البشرية . مضيفة أن تواجد الأمهات إلى جانب الأبناء في ( الدراسة عن بعد ) يحقق حالة عالية من الرضا والراحة والالتزام لدى الأبناء. ويسهم في المحافظة على تحصيلهم الدراسي.