الجلسة الأولى : المستقبل واستدامة الموارد البشرية :
أدار الجلسة الأولى الإعلامي حامد المعشني مذيع أول رئيسي بقناة أبوظبي وتناولت محوراً هاماً هو المستقبل واستدامة الموارد البشرية ، وتحدث فيها سعادة حمد الرحومي النائب الأول لرئيس المجلس الوطني الاتحادي حول المستقبل المتوقع للموارد البشرية والتخطيط لها ، مبيناً أنه شأن هام يعنى به كل مواطن ، وأكد أن المهن قابلة للتطور ، وبالنظر إلى طفولة الأجيال السابقة من الأجداد ثم الأبناء ويليهم الأحفاد ، فإننا نجد الفروقات في طبيعة الطفولة واهتماماتها مما يؤكد التطور الجاري في الدولة .
وأوضح وجهة نظره في كونه يرى أن ضعف وانحسار بعض المهن التقليدية سيقابله ظهور وبروز مهن جديدة برؤية مختلفة وجديدة .
وأكد أن الإنسان هو أساس المهن ، والعنصر التفاعلي الأول الذي ستظل البشرية معتمدة عليه في أغلب المهن والوظائف المستقبلية . وأضاف أننا مطالبين بالتحديث مع الزمن وتطوير أنفسنا للتمكن من مجاراة المستقبل ومتطلباته . مبيناً أن المرحلة الجامعية وماقبلها هي عنصر هام في مواكبة مخرجات التعليم مع سوق العمل ، فلابد من ثورة علمية تواكب الثورة المستقبلية القادمة . فالتخطيط المستقبلي لمخرجات التعليم هو دور مهم تقوم به الحكومات .
وأكد أن حكومة الإمارات بقراراتها الحكيمة دعمت مواطنيها وجعلتهم مؤهلين للعمل في أصعب المواقع المهنية ، كتصنيع أجزاء هامة في الطائرات ، والوصول إلى الفضاء . ليثبتوا كفاءتهم وجدارتهم في تلك المواقع .
وفي نقاش مع الحضور استعرض سعادته ملف التوطين ، وأوضح أن دولة الإمارات متفائلة بالمستقبل ، رغم وجود التحديات . وبين أن البداية في تحقيق مسألة التوطين تكمن في سد الفجوة بين القطاع الحكومي والخاص ، وتوطين القطاع الحكومي أولاً . مؤكداً وجود الآلاف من الوظائف القابلة للتوطين . وداعياً لدخول المواطنين سوق العمل الخاص مع الحماية والأمن الوظيفي . ومطمئناً بوجود فرص العمل المناسبة ، ومخرجات تعليم متوافقة مع سوق العمل .
وتناول الفكر المستقبلي وافتراضياته مؤكداً أن دولة الإمارات تتحلى بامتيازات كبيرة تؤهلها للتصدي لافتراضيات المستقبل ، فهي تمتلك شعباً مثقفاً واعياً ، وجودة اقتصادية ، وتخطيط مستقبلي واع ، وموارد متنوعة وكبيرة ، وانفتاح عالمي ، ووضع اجتماعي مميز . وموضحاً أن استثمار الإنسان في الإمارات يجعلها جاهزة للمستقبل وكافة تحدياته .
من جانبه قال سعادة المستشار عبدالرحيم الزرعوني مستشار ومدرب التطوير المؤسسي : أن لكل حقبة مهاراتها ووظائفها والدول التي لا تملك استشرافاً للمستقبل سيكون لديها صعوبة في التواجد على خارطة المستقبل . وركز على مفهوم استدامة الموارد البشرية باستعراض أهمية الحديث عن المهارات الجديدة وفتح أسواق العمل ، وتدريب الموارد البشرية الحالية واستثمار مهاراتهم .
وأوضح وجهة نظره في أهمية الاستعداد للمستقبل بعدم التخوف منه ، وأكد استعداد الإمارات لمستقبل الموارد البشرية بوضع الأنظمة الضامنة لهذا المستقبل .
داعياً إلى تبني فكر الحكومة الرشيقة التي يتم من خلالها تغيير التشريعات والإجراءات للسماح بالاستفادة القصوى من المورد البشري . موضحاً أن تطوير المهارات الدى الموظف تمكنه من الابداع والإنجاز الذي يحقق له الصحة النفسية ، والإنعكاسات الإيجابية على شخصه وأسرته ثم مجتمعه .
وفي رد له حول تساؤل ورد من الجمهور الحاضر ، حيث تم طرح تساؤل حول مبادرة العمل عن بعد كأحد حلول التوظيف . أوضح أن هناك شروط هامة في تطبيق هذه المباردة ، تشمل التشريعات الضابطة ، ومقاييس الأداء الصحيحة ، وآليات المتابعة الواضحة .
كما تحدث سعادة المستشار محمد سعيد القبيسي من مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية موضحاً أهمية التعاون والتنسيق بين أدوار الحكومات والجهات التعليمية والقطاع الخاص في شأن مستقبل الموارد البشرية . ومؤكداً تطور التعليم حيث أن تغير ممارساته بشكل مستمر هو دليل واقعي على مواكبة المتطلبات المستقبلية .
وبدوره استعرض سعادة الدكتور سعيد حارب المنصوري خبير وأكاديمي في إدارة التغيير الاستراتيجي واستشراف المستقبل عرضاً مرئياً هاماً تناول فيه هندسة الموارد البشرية أمام التحديات المستقبلية المعاصرة ، وتناول فيه معلومات قيمة ومحاور هامة ، أبرزها : الموارد البشرية و وظائف المستقبل ، مستعرضاً الوظائف التي ستنقرض ، والمستحدثة ، والوظائف عن بعد . حيث بين أن الوظائف التي ستضمن البقاء هي القائمة على الإبداع والابتكار .
كما تناول تحديات الذكاء الاصطناعي أمام الموارد البشرية ، ودور دولة الإمارات في تنشيط هذا المحور الهام بأبرز إنجازاتها في هذا المجال وهي وزارة الذكاء الاصطناعي . وتطرق إلى الثورة الصناعية وتحديات عصر الروبوت ، وانترنت الأشياء والواقع المعزز والواقع الافتراضي . موضحاً أهمية التطبيقات الذكية ودورها العالمي في كافة المجالات واعتبارها مطوراً للوظائف المستقبلية .
ثم تحدث عن صناعة السعادة المؤسسية واهتمام القيادة الرشيدة لدولة الإمارات في هذا الشأن ، وممارسات الدولة من الفكر النظري إلى الواقع التطبيقي . حيث بين أن مؤشرات السعادة على المستوى العالمي قيست بالواقع ومدى جودة الحياة . وظرب مثالاً واقعياً في فكر سمو حاكم الشارقة حفظه الله بتوفير جميع مكونات ومقومات الأسرة السعيدة في إمارة الشارقة مما أهلها لنيل لقب عالمي تمثل في كونها إمارة صديقة للطفل .
كما تناول محوراً هاماً في هذا المجال وهو استعداد الدولة لمرحلة ما بعد النفط ، والبدائل التي تبنتها في مصادر الطاقة الجديدة. مؤكداً بالممارسات الواقعية استعداد الدولة للمرحلة القادمة عبر استراتيجيتها التي تبنتها منذ التأسيس بالتركيز على بناء البشر .
ثم تحدث عن تأهيل قيادات المستقبل وبناء ثقافة الفكر القيادي . كما تطرق إلى حوكمة الموارد البشرية ومعاييرها وقوانينها . كما استعرض برامج التميز المؤسسي ودورها في خلق التنافسية وتعزيز معايير التميز . وتناول إدارة المعرفة وقواعد البيانات الضخمة ، والأمن الإلكتروني ، وعمليات حفظ وتخزين وتصنيف وتبويب وتحليل وفهرسة المعلومات الإلكترونية . مؤكداً أن تحليل البيانات هو لغة المستقبل .
الجلسة الثانية: تأثير العولمة على المورد البشري والحياة الاجتماعية :
وعقدت الجلسة الثانية تحت عنوان " تأثير العولمة على المورد البشري والحياة الاجتماعية " ، وأدارها الإعلامي حسين الشيخ مذيع قناة العربية / الحدث ، حيث رحب بالحضور قائلا ، لانريد أن تنتصر العولمة على الإنسان ، فعندما نناصر العنصر البشري سنجني الكثير بكل تأكيد . وتحدث فيها سعادة المستشار نجيب عبدالله الشامسي مدير عام المسار للدراسات الاقتصادية والنشر : قائلاً : ( ليس هناك شك على أهمية نصرة العنصر البشري ، ونستشرف ذلك من كلام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عندما قال أن أساس التنمية والازدهار والرقي هو الانسان . والدستور الاماراتي ينص على الاهتمام بالانسان ، حيث أنه لايمكن التطور من دون بناء الانسان ، وفي المقابل يجب على الانسان أن يكون واعي لمسؤولياته .
ولي كتاب بعنوان ( زايد وراشد التحدي والانجاز ) أناقش فيه التطور الاقتصادي الذي يتحدث عن الانسان وأهمية مناقشة مفهوم العولمة فهو مفهوم اقتصادي بحت تفرضه الشركات المعولمة لتطرق به أبواب كل الدول للسيطرة عليها، وإذا لم نتصدى لها لن نستطيع التصدي لهذه العولمة.
فمن آثار العولمة أننا نتحدث اليوم عن الثورة الصناعية الرابعة بينما الدول الاوروبية والاجنبية يناقشون الثورة الصناعية الخامسة ولازلت الدول النامية تناقش الثورة الصناعية الأولى .
اذن لابد أن نشير إلى أن العولمة مفردة من مفردات العالم الجديد ، وقد أتت بعد مفهوم الانفتاح الاقتصادي ، ومن خلال المؤشرات التي نلاحظها لانستطيع التحكم في تدفق الذكاء الاصطناعي إلى دولنا لذا يجب تنمية الانسان والسعي إلى تطوير الفكر العربي وتنميته .
نحن امام تحديات كبيرة إذا لم نعمل على تحصين مجتمعك وتحصين فكرنا العربي سوف نكون أمام تحديات صعبة ، فإذا لم نخدم بعضنا البعض لن نخدم أهدافنا الاستراتيجية.
ولابد أن نبحث عن مصادر القوة في اقتصادنا ، فالذي يبحث عن القوة الاقتصادية يجدها متوافرة لدينا وبوفره ، ولكن ينقصنا التخطيط لهذه القوة والموارد للتصدي للعولمة.
ومن هنا أنادي بأهمية التصدي للعولمة بالعوربة .فدولة الامارات نموذج حي للعولمة ، فلدينا استثمارات عالمية خارجية ومقومات بشرية واقتصادية وموقع جغرافي مميز يجعل من الامارات مركز استراتيجي واقليمي هام للعديد من الشركات العالمية كوسيط لها في الشرق الأوسط ، لهذا لابد أن نسخر هذه المقومات لتخدم اهدافنا لتطوير العنصر البشري.
وتطرق في حديثه عن أهمية التوطين في الوظائف وأن العمل حق لكل مواطن إماراتي وينص الدستور الاماراتي على هذا الحق في تشريعاته.
وقد فتحت الامارات ذراعيها للشركات الأجنبية للعمل ولكن فرضت عليها في المقابل توطين للوظائف للمساهمة في دعم التوطين.
ولكن هناك غموض وشيء مفقود في دعم ملف التوطين والتوظيف في الدولة ، هنا لابد للدولة أن تسن القوانين والتشريعات التي تلزم شركات القطاع الخاص بالمساهمة في ملف التوطين وتوظيف الكوادر المواطنه كلا حسب تخصصه.
فالمؤشرات الاقتصادية تدعونا إلى أن نعمل على توظيف ثرواتنا بشكل إيجابي يخدم أهدافنا وإلا سوف لن نستطيع التصدي للعولمة.
وإذا لم نعمل على صياغة مستقبلنا وترميم وضعنا الداخلي لن نستطيع مواجهة التحديات القادمة ، ولن تكون النظرة بالشكل السوي ، لذا لابد أن نسعى على تطوير العنصر البشري .
فالنمو الاقتصادي يتراجع في العالم والدول الاقتصادية الخارجية ستسعى إلى أن تستأثر على هذه الثروات.
ثم تحدث سعادة المستشار محمد سلمان الشحي نائب رئيس مركز الإمارات لدراسات حقوق الإنسان قائلاً : اليوم الموارد البشرية أمام تحدي كبير والعولمة تحدي موجود لامحال ، لذا لابد لنا من تقبلها ، لذلك يجب أن تسعى لحل هذا التحدي، لذا نريد التركيز على العولمة .
وتعتبر العولمة سبب من أسباب التطور الآن ، فالعولمة فتحت أسواق كبيرة للتواصل ولكن لهذا التدافع على المجتمعات مشاكل وسلبيات .
لهذا لابد لنا أن نناقش كيف نكون جاهزين جهوزية تامة للتصدي للسلبيات المصاحبة للعولمة.
فاليوم بحكم التسارع وانشغال أرباب الأسرة للعمل استطاعت العولمة الدخول إلى الأسرة بواقع الفراغ الذي تركه انشغال الأم و الأب عن رعاية أبنائهم ودخول الأبناء إلى هذا العالم ، لذا لابد من رعاية الأسرة أولا وقيمها ودعمها.
فهناك الكثير من الشاهد للتصدي للعولمة وهي اختيار الافراد ، فلماذا نستعين بالافراد الاجانب ولدينا ايدي ذات خبرة ، ثانيا، تدريب الموارد على برامج دولية ومخالطتها، ثالثا، تقييم الأداء في البيئة الدولية وليس في البيئة الداخلية فقط، رابعا ، نمو القطاعات الخدمية ، وخامسا دور الشركات وتعدد الجنسية فلابد أن نتقبل هذا التحدي.
ومن خلال البرامج التطوعية والتدريبية التي توفرها المعاهد والجامعات والدوائر والمؤسسات ونأكد على أهمية التطوع في الدولة فهي قادرة على أن تفرز قيادات مواطنة شابة تخدم الامارات بصورة ممتازة، لذلك ندعو الجميع إلى تفعيل هذه البرامج .ومن هنا لابد لنا أن نتعايش مع الذكاء الاصطناعي للوصول للحياة المنشودة. والتفاؤل موجود في ظل وجود قياداتنا الرشيدة ، فالتبادل المعرفي يجعلنا متفائلين .
و من خلال تساؤل طرحه مدير الجلسة الحوارية الاستاذ حسين الشيخ عن هل نحن قادرين فعلا على سحب أبنائنا من عالم العولمة إلينا . قال سعادة الأستاذ الدكتور صلاح الدين فهمي أستاذ ورئيس قسم الاقتصاد بكلية التجارة في جامعة الأزهر " لونظرت إلى أي أسرة مجتمعية ستجد أن الثقافة الاجتماعية ستأثر على هذه الأسرة بصورة مباشرة أو غير مباشرة . فنحن تأخرنا في بحث الموارد البشرية حتى أتت هذه العولمة بالكثير من التحدي والفرص ، وأن الدول التي كانت تعيش على فتات الدول الكبرى قد انتهى ولابد لهذه الدول أن تسعى لأن تنتج وتُصنع لكي تحصل على الموارد التي تحتاج إليها.
فالعنصر البشري هدفه صناعة التنمية ونرى المستقبل في تنمية العنصر البشري ، وهنا لابد لنا من تنمية العنصر البشري وتطويره واستثماره فرأس المال البشري هو الذي يمتاز بتزايد المردود والانتاجية بعكس رأس المال المادي الذي يعتمد على المادة فقط فهو لن يعطيك سوى قلة في المردود.
وللعنصر البشري أن يتصدى للعولمة من خلال تطوير وتعليم العنصر البشري عن طريق الجامعات ، فالثقافة قادرة على التصدي لهذه العولمة عن طريق الدمج بين الدراسة العلمية و المهنية ، فيجب الاهتمام بالتعليم منذ الصغر ثم الجامعات ثم التدريب الميداني. وأكد على أنه إدارة الأفراد هي إدارة التنمية البشرية، وأن التنمية البشرية أشمل من الموارد البشرية.
ورشة العمل المصاحبة : أهمية الادخار :
وقدم أمين السهلاوي رئيس دعم ورقابة الخدمات المصرفية للأفراد بمصرف الشارقة الإسلامي ، ورشة عمل مصاحبة للمؤتمر تحت عنوان "الادخار طريق الاستثمار ". حيث تناول أهمية مراقبة مصارف الراتب من حيث: مصاريف البيت ، التعليم ، والسفر ، العلاج ، والتمويلات المصرفية ، البترول والإنترنت والفواتير الشهرية ، والترفيه ، والرياضة .
وشرح نظرية الـ 10 ، 20 ، 70 % ، حيث تخصص 70 % للمصاريف اليومية ، و 20% لسداد الديون ، و10% للادخار . ونفذ تطبيقاً عملياً على راتب معين ، ليظهر للحضور مدى الفائدة الراجعة في الادخار على مدى خمس سنوات .
واستعرض مؤشر الادخار لعام 2017م للصكوك الوطنية الذي يوضح كون الإمارات تحظى بأكبر نسبة من المدخرين بانتظام في دول التعاون . وعرف الحضور على أهم الوسائل التي تعين على ادخار 10% من الراتب ، وأبرزها : تحديد الالتزامات الشخصية والأسرية الضرورية ، وتحديد قائمة المشتريات ، وتحديد قائمة أولويات الحاجات ، وفتح حساب توفير ، وتسديد الالتزامات اولاً بأول .
كما بين للحضور أنواع حسابات التوفير ، والاختلافات بينها ، وتناقش معهم حول أفضل الفوائد التي يجنيها المدخر بعد عملية الادخار .