اتخاذ القرار أحياناً يكون ردة فعل وفرص النجاح فيه أضعف من مهارة صنع القرار وإعداد العدة لتصهيره و تصديره فهو يحتاج إلى خطة بحث محكمة وتنفيذ متقن ومن طرق حل المشكلات القيادية وإصدار القرارات القيادية أتباع الآتي:
أولا:ً تحديد المشكلة بدقة: وذلك كهدف محدد للقرار وبلورتها بشكل محدد، إن هذا يعني أولاً تشخيص صحيح للوضع وإلا فإن ما بعده سيبنى عليه.
ثانياً: التعرف على أسباب المشكلة الحقيقية: فإذا عرف السبب أمكن علاجه بسهولة.
ثالثاً: وضع الحلول للأسباب: وذلك من خلال استشارة مختصين وجلسات عصف ذهني مع خبراء، عن معاوية قال: "لا حكيم إلا ذو تجربة" فقبل اتخاذ القرار لابد من دراسة شاملة للموقف لاكتساب المعرفة والتجربة خير برهان ثم إصدار القرار.
رابعاً: تقيم الحلول: واختيار الحل المناسب ثم تنفيذه ثم تقييمه.
خامساً: التعلم من التجارب السابقة: فالتجربة والاستفادة من أخطاء الماضي حتى لا يتكرر الخطأ لهذا قال {لا يُلدغ المؤمن من جحرٍ واحدٍ مرتين}
سادساً: عمل التجربة قبل اتخاذ القرار:
قيل أن رئيساً لمؤسسة أراد تعيين مديرين وكان بعد الاختيار الأولي يطلب من كل مدير قبل التوقيع الأخير لتعيينه أن يتناول العشاء معه ويضع له الملح بجانب الأطباق ثم ينظر إليه بدقه فان وضع الملح قبل أن يتذوق دل كمؤشر أنه يعتمد على أحكامه المسبقة فيعمل ثم يصحح ويرمم الأخطاء أما إن بدأ بالتذوق في كل الأطباق دل على بدئه بالتجربة ومع ذلك يلاحقه بعدد من الأسئلة هل يقوم بهذه المسألة في كل مرة أم لا.
وقد أحسن من قال:
إذا كنت في قوم فأصحب خيارهم ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي
عن المرء لا تسل وسل عن قريـنه فـكل قريـن بالمقارن يقتـــدي
سابعاً: من القرار السليم أحياناً ترك القرار:
وتتجسد معوقات القرار التي تتطلب التنبه لها في الآتي: قصور البيانات والمعلومات، والتردد وعدم الحسم والسرعة في اتخاذ القرار لأول حل وكذلك التأخير والتعقيد في إجراءات اتخاذ القرار كما تلعب الجوانب النفسية والشخصية لصانع القرار كضعفه وعدم المشاركة والشورى في اتخاذ القرار وجعل القرارات ردود أفعال غير مدروسة.
"عندما يوافقك الجميع على ما تقوم به، اعلم أن هناك خطأً ما". (صاحب السمو الشيخ/ محمد بن راشد - رؤيتي).
ثامناً: الإكثار من التساؤلات يولد المعرفة والحكمة:
إن تساؤل نيوتن أدى إلى اكتشاف الجابية الأرضية وهكذا معظم الاكتشافات، ويروى أن أحد ملاك الشركات الكبيرة أعلن عن وجود شاغر لمنصب رئيس مجلس إدارة وطلب من المؤهلين التقديم خلال أسبوعين وصلته عدة سير ذاتية ملفتة للانتباه بخبرات كبيرة وقصص نجاح مميزة، جميعهم كانوا يستحقون المنصب لكنه أراد المفاضلة بينهم فقال إن هناك امتحان مدته خمس دقائق فقط والناجح فيه سيكون هو رئيس مجلس الإدارة الجديد جاء 7 متقدمين مختارين لهذه الوظيفة، فتحوا ورقة السؤال فوجدوا عليها سؤالاً واحداً "كم يساوي حاصل جمع 5 +5 ؟" قام 6 منهم بوضع رقم 10 مباشرة والخروج ضاحكين على ذلك الامتحان السخيف، ولكن واحداً فقط كتب الإجابة :" لا يمكنني إعطاؤك الجواب لأنني لا أعرف ماذا تقصد بـ 5 + 5 قد يكون قصدك عملية حسابية بسيطة وجوابها 10 وقد يكون قصدك أموراً أخرى كخمسة موظفين وخمسة مدراء وهذا خلل إداري وقد يكون قصدك 5 لترات من الماء تضاف إلى 5 أمتار من الخشب المشتعل وهنا تكون النتيجة رماد، يجب أن تقول لي ماذا تريد كي أجيبك"، الاختيار كان طبعاً لصاحب الجواب الأخير الذي أصبح رئيساً لمجلس الإدارة، فمن غير الممكن أن يكون رئيس مجلس الإدارة يريد من يجمع رقمين بسيطين، والحكمة هنا أننا نغتر بظاهر الأمور ونستعجل لاستعراض معرفتنا وننسى أن في الباطن ما هو أعقد بعض الأحيان من الظاهر، كما أننا بعض الأحيان لا نستخدم الوقت المتاح كي نتخذ القرار!
(1) البخاري مع الفتح، كتاب الأدب، باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، موقوفا على معاوية مجزومًا به 10/ 529 .
(2) البخاري الأدب (5782)، مسلم الزهد والرقائق (2998)، أبو داود الأدب (4862)، ابن ماجه الفتن (3982)، أحمد (2/379)، الدارمي الرقاق (2781) .