مقالات وتحليلات

الى الخلف

السعادة الوظيفية والتفاعل الوظيفي

الجميع يرى أن السعادة الوظيفية والتفاعل الوظيفي هدف لا بد من تحقيقه بما فيه من منافع لا تحصى على المستوى الشخصي والمؤسسي والمجتمع. وخاصة بعد أن دولة الامارات وضعت استراتيجية السعادة بشتى المجالات كحد أهم الاستراتيجية الحكومية. لكن السؤال هو، كيف تحقيق السعادة الوظيفية التي تنتج منها التفاعل غير المسبوق في أداء الفرد وينعكس ذلك على الإنتاجية العامة للمؤسسة.
ذكر تقرير جالوب العالمي بأن مستويات التفاعل لدى الموظفين يختلف بناءً على مستوى رضاهم وتفاعل الوظيفي. فانقسم مستوى التفاعل الى 3 مستويات وهم: المتفاعل, غير متفاعل ولا يتفاعل. وذكر التقرير بأن 30% من الموظفين متفاعل و52% غير متفاعلين و18 لا يتفاعلون. والتفاعل هو تحقيق 100% وما فوق في المهام والمسؤوليات الموكلة من ناحية كمية ونوعية. وغير المتفاعل هو تحقيق ما بين 85% الى 95% من المهام والمسؤوليات الموكلة. ولا متفاعل هو تحقيق ما لا يزيد عن 85% من المهام والمسؤوليات الموكلة. ويعد النوع الــ لا متفاعل من أخطر أنواع الموظفين لأنه يقوم بالحد الأدنى لمتطلبات الوظيفة فقط وأحد عوامل البيئة السلبية والطاردة للإبداع والابتكار.
والسؤال المحير هو ، ما علاقة التفاعل الوظيفي بالسعادة؟ الجواب بسيط وهو, بأن التفاعل هو ناتج لمستوى الرضا أو السعادة الوظيفية. والسعادة أو الرضا الوظيفي هو ناتج لبيئة العمل سواء من طبيعة العمل أو المدير المباشر والإدارة أو المحيط الخارجي أو جميع ما ذكر. في حالة وجود التفاعل الوظيفي الصحي, ينتج عنه العديد من عوائد الاستثمارية على الفرد (الموظف) والمؤسسة ومما ينصب في مصلحة ونهضة الوطن. ومن أهمها: الإبداع والابتكار, تقليل المصاريف والاستهلاك, زيادة في الدخل والأرباح, التسويق المؤسسي المجاني, تقليل نسبة المعوقات والمشاكل والتحديات والاستقالات بين الموظفين وغيرها من الإيجابيات.
والسؤال الأهم هو, كيف يتم تحقيق السعادة الوظيفية؟ الكل يخطأ حين تنفيذ خطة واستراتيجية السعادة الوظيفية والسبب بأن المؤسسات تخمن ما يمكن أن يحقق السعادة دون وجود تحليل وتقييم ودراسة خاصة. لأن كل شخص لديه مسببات السعادة الخاصة به تختلف من شخص الى آخر. المال ليس فقط العامل الرئيسي والأولي الذي يمكن تحقيق السعادة من خلاله. فهنالك أشخاص تتحقق السعادة لديهم في حصولهم على فرصة يمكن أن يروا أنفسهم فيها من خلال التحديات والمسؤوليات والمهام. وهنالك أشخاص تتحقق السعادة من خلال مشاركتهم في رفع الإنتاجية والكفاءة المؤسسة عن طريق التعبير عن آرائهم وتقديم الاقتراحات وتنفيذها. وهنالك أشخاص تتحقق السعادة لديهم من خلال طريقة التواصل والشفافية في المؤسسة والمدير المباشر مما يساعدهم في تنظيم أدائهم الوظيفي للمشاركة بشكل فعال في بناء مستقبل واعد. وغيرها من مسببات السعادة على المستوى الشخصي والمهني.
لتحقيق السعادة والتفاعل الوظيفي, يجب اكتساب عامل الثقة حيث أثبت العلم بأن مخ الانسان يقوم يتقسيم الأشخاص الى قسمين وهم: الثقة والــ لا ثقة. حين تكسب ثقة الموظفين والمحيط, يمكن تحقيق أكثر ما هو متوقع. والسؤال القيم هو: كيف يتم اكتساب ثقة الموظفين والمرؤوسين والعملاء وغيرهم؟
السعادة والتفاعل الوظيفي أمر بسيط ويمكن تحقيقه مع مراعاة بعض العوامل وتنفيذها بطرق التي تمكن الفرد من التفاعل بشكل استثنائي.