الى الخلف
العميل فوق كل شيء
د. اماني جمال الدين
أبريل 16, 2019
.. هكذا يقول الجميع. فمن هو المتعامل . ولماذا هو على حق؟ ولماذا يسعى الجميع إلى إرضائه؟
هنا نورِد كلمة المتعامل بمعناها في عالم الاقتصاد. فالمتعامل أو الزبون أو المستهلك أو المعتَمِد هي أسماء لأفراد أو مؤسسات تستلم معلومات أو بيانات أو خدمات أو موارد بأنواعها المختلفة من مصدر خارجي.
هذا المتعامل يُكِنّ له جميع أرباب العمل اهتماما خاصا ويعرفون مدى أهميته لنجاح أعمالهم، وهو المفتاح الحقيقي للوصول إلى الازدهار والثروة. وبعض المؤسسات ترى أن المتعامل هو العمود الفقري لبقائها واستمرارها ونجاحها كذلك، وترى أنه من الضروري على كل فرد من أفرادها أن يدرك أن راتبه لم يكن ليأتي لولا وجود المتعامل . فهي تضع على سبيل المثال ملاحظة بهذا المعنى على الإيصال الخاص بدفع رواتب موظفيها.
رأيت بعض المؤسسات تضع شعارا في كتيباتها التي توزعها على موظفيها ساعة التحاقهم بالخدمة. يقول الشعار "إن الأولوية الأهم لدينا هي تقديم السعادة المتميزة لعملائنا" ثم تضيف " استخدم أفضل رأي لديك في كل مناسبة" نفهم مما تقدم أن هذه المؤسسة تضع أهمية بالغة للاهتمام بالمتعامل لأنه حجر الأساس واللبنة القوية ببقائها. وهي كذلك تعطي موظفيها تفويضا مفتوحا ليستخدم أفضل رأي لديه في كل مناسبة وحالة لمساعدة المتعامل وإرضاءه.
إذن ما هي السبل التي تساعد المؤسسة على إرضاء المتعامل وإبقائه متصلا بالمؤسسة؟ وكيف تستطيع المؤسسات المحافظة على هذا المتعامل ؟
ترى بعض المؤسسات وخاصة المؤسسات المتصفة بالجودة أن جميع موظفيها يشكلون سلسلة متصلة يعتمد كل واحد منهم على الآخر لتقديم السعادة المتميزة التي ستصل أخيرا إلى المتعامل النهائي. هذه السلسلة من الموظفين أو العاملين يكون كل واحد منهم عميلا ثم مورّدا ثم عميلا مورّدا وهكذا إلى أن تصل السعادة أو يصل المنتج إلى المتعامل النهائي.
كيف يكون ذلك؟ عندما يستلم الموظف البيانات أو المعلومات أو الخدمات أو المواد والتي نطلق عليه "واردات" من موظف أو عامل آخر فإنه يكون عميلا. يقوم هذا المتعامل بإدخال تحسين على الواردات أو إعادة تشكيلها ثم "تصديرها" إلى موظف آخر، فيصبح هذا الموظف "مورّدا" بعد أن كان عميلا، ويكون الموظف الذي استلم "الواردات" عميلا وهكذا سلسلة مترابطة يعتمد كل واحد منهم على الآخر حتى تصل السعادة أو المنتج إلى المتعامل النهائي خارج المؤسسة.
هذا المتعامل النهائي الذي يستفيد من السعادة أو المنتج لا يعرف كثيرا عن الأعمال التي تمت داخل المؤسسة حتى وصلت إليه السعادة أو المنتج. لكنه ودون شك يريد سعادة أو منتجا يتصف بالصفات التالية:
- يؤدي ما يرغب فيه المتعامل .
- تسليم المنتج أو السعادة في الوقت المناسب والمكان المناسب.
- أن يكون المنتج جاهزا للاستعمال.
- أن تكون السعادة أو المنتج يمتاز بسعر معقول.
مما ذُكر أعلاه، نرى أن العلاقة بين المورّد والمتعامل علاقة متميزة يحرص فيها المورّد على أمور متعددة تضمن له علاقة دائمة مع المتعامل ، وهذه العلاقة يجب أن تتصف بالصفات التالية:
- أن يثق كل منهم بالآخر.
- أن يتفاهما حول كيفية العمل معا.
- أن يقدم المورّد البدائل للعميل في حالة تعطل السعادة أو المنتج.
وحتى يتمكن المورّد من التقريب بينه وبين المتعامل ، فإننا ننصحه أن يسأل المتعامل الأسئلة الثلاثة التالية:
- ماذا تحتاج مني؟ وهنا أرى أنه ليس من حق المتعامل أن يقول: هذا ليش من اختصاصك. إن مثل هذا السؤال سيمكّن المورّد من تقديم السعادة أو المنتج الذي يحتاجه المتعامل .
- ماذا تفعل بما أقدمه أو أعطيه إليك؟ وهذا سيمكّن المورّد من معرفة احتياجات المتعامل
ما لا يُـقاس لا يـُدار
قياس سعادة المتعاملين
هناك اهتماما متزايدا من المنظمات بالحفاظ على المتعاملين الحاليين، بينما تستهدف غير المتعاملين ؛ قياس سعادة المتعاملين مؤشرا لمدى نجاح المنظمة في تقديم المنتجات والخدمات إلى السوق.
سعادة المتعاملين هو مفهوم غامض ومجرد، والمظهر الفعلي لدرجة الارتياح سوف يختلف من شخص لآخر، ومن منتج/سعادة إلى منتج/خدمة. حالة الارتياح تعتمد على عدد من المتغيرات النفسية والجسدية على حد سواء التي تترابط مع سلوكيات الارتياح مثل العودة ومعدل التوصية. مستوى السعادة يمكن أن يختلف تبعا لخيارات أخرى لدى الزبون وتبعا للمنتجات الأخرى التي يمكن للعميل مقارنتها بمنتجات المنظمة.
لأن الارتياح هو أساسا حالة نفسية، ينبغي توخي الحذر في الجهود المبذولة للقياس الكمي، من 'قيم الجودة، التي تؤثر في سلوك الارتياح، والمعروفة باسم المجالات العشرة للارتياح. هذه المجالات العشرة من الارتياح تشمل ما يلي :
الجودة
والقيمة،
وحسن التوقيت،
والكفاءة،
وسهولة الوصول،
والبيئة،
والعمل الجماعي المشترك بين الإدارات،
وسلوكيات سعادة خط الجبهة
، والالتزام للعملاء
والابتكار.
هذه العوامل تؤكد على التحسين المستمر والتغيير التنظيمي والقياس وغالبا ما تستخدم لتطوير بنية لقياس السعادة كنموذج متكامل. يوفر الأساس لقياس سعادة المتعاملين مع السعادة باستخدام الفجوة بين توقعات المتعاملين عن الأداء وتصوراتهم عن الأداء. ويوفر هذا كيال للارتياح "الفجوة" والذي هو موضوعي وكمي في طبيعته. العمل الذي قام به كرونين وتايلور يعرض نظرية "التأكيد / عدم الـتاكيد " لضم "الثغرة" التي وصفها باراسورمان، زيثمال وبيري كاثنين من القياسات المختلفة (التصور والأداء المتوقع) في قياس واحد للأداء وفقا للتوقعات. ، سعادة المتعاملين يساوي تصور الأداء مقسوما على توقعات الأداء.
القياسات المعتادة لسعادة المتعاملين تنطوي على مسح لمجموعة من البيانات باستخدام تقنيات استبيان للعميل يطلب منه تقييم كل بيان عن طريق تصورهم وتوقعات الأداء للمنظمة التي يتم قياسها.